مجازر بورما ( تحقيق إلكتروني ) وهل كل ما ينشر على مواقع التواصل صحيح؟

نتائج توجيهي فلسطين 2022

شبكة بال لاب –  في عام 2012م  شاهدنا العشرات من الصور التي لا يتحملها قلب بشر على الفيسبوك وتويتر عن المذابح التي تحدث في (بورما- ميانمار) بحق الأقلية المسلمة تسمى الـ (روهينغيا)، وهم يشكلون نحو 800 ألف شخص لا يحملون أي جنسية، ويقيمون في شمال الولاية ذات الغالبية البوذية. وتعتبر الأمم المتحدة هؤلاء واحدة من الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد بالعالم.

اضطهاد المسلمين هناك ليس جديدأ، فقد واجهوا التعذيب والإهمال من قبل الأغلبية البوذية منذ أن نالت ميانمار الاستقلال عام 1948.
وهذا تقرير يوضح سبب آخر المجازر التي تحدث:

نعم، يحدث في بورما مجازر وإليكم بعض الحقائق من الوكالات الاخبارية:

لكن الذي يغص في القلب هو  استخدام صور مفبركة (مكذوبة) أو حدثت في أماكن أخرى في العالم للفت الانتباه إلى المجازر التي تحدث هناك، ويتم نشرها على الفيسبوك وتويتر على أنها تحدث في بورما بحق المسلمين وهذا كذب وافتراء على الناس.

وهنا في هذا التحقيق الالكتروني المتواضع سنتطرق لبعض الصور ونبين صحتها من مصاردرها الحقيقية.

الصورة الأولى : 
وهي الاكثر انتشاراً  كما لاحظت ، لشخص محروق يركض ، وقد قمت بتظليله بالاحمر فالمشهد لا يطيقه القلب .

Jamphel Yeshi
Jamphel Yeshi

الحقيقة:  أن  هذا الشخص ويدعى (Jamphel Yeshi)  وهو من “التبت” قد أحرق نفسه في مدينة “نيودلهي” يوم الاثنين 28/3/2012 احتجاجاً على السياسة المتبعة ضد “التبت” من قبل الصينيين .. ومصدر هذه الصورة هي صحيفة نيويورك تايمز … لقراءة الخبر كامل من موقع الصحيفة بالانجليزية NEW YORK TIMES

الصورة الثانية:

هذه ليست في بروما
هذه ليست في بروما

الحقيقة : أن هذه الصورة لكهنة بوذيون يستعدون لحرق ضحايا الزلزال الذي ضرب منطقة (الصين- جولماد) بتاريخ 17/4/2010 ومصدر هذه المعلومات هو صاحب الصورة المصور (جوانج ني) وقد فاز بجائزة عام 2011 لتصويره هذه اللحظات للرهبات البوذيون …  مصدر هذه المعلومات موقع فلكر للصور .. و الموقع العالمي لصور الصحفيين الفائزة ، للمزيد من الصور للحظة احراق موتى الزلزال من هنا .

الصورة الثالثة:

صورة من الفيسبوك عن بورما
صورة من الفيسبوك عن بورما

الحقيقة : هذه الصورة مشهورة في الصين لعائلة عرضت ابنها في الشارع لبيعه لتنقذ الزوج الذي دخل في غيبوبة، في الصورة الام وقد اغمي عليها .. ولها 3 افراد تنفق عليهم .. مزيد من الصور عن هذه العائلة ، ومصدر هذا الخبر الذي كتب عام 2009 م والصور الحقيقية باللغة الصينية ، اضطررنا للاستعانة بترجمة جوجل لنفهم القصة… ويبدو ان هذه العائلة غير مسلمة .

الصورة الرابعة:

ليست في بورما
ليست في بورما

الحقيقة: أن هذه الصورة قديمة حدثت في تايلند عام 2004 ، لكن هؤلاء القتلى هم فعلا مسلمون -رحمهم الله- فقد ماتو بعد ان اعتقل الجيش نحو 1311 من الرجال والاطفال ووضعوهم في شاحنات مكدسين  وهم صائمين، ومشوا بهم مسافة 6 ساعات وهم مقيدون وبعد إنزالهم منها وجدوا ان 80 شخصاً قد ماتوا من الاختناق ونحوه .. لمزيد من التفاصيل باللغة الانجليزية من صحيفة التيليغراف البريطانية مصدر اخر من The Sydney Morning Herald.

كانت هذه من اربعة فقط من اكثر الصور انتشارا على صفحات التواصل الاجتماعي وهناك الكثييييير من الصور التي تحتاج للتدقيق في مصادرها، لكن السؤال الاهم هل هناك حاجة للكذب في قضية بورما ونحن نعلم حقيقةً ان هناك مجازر كما وضحنا في مقدمة الموضوع !!، هذا ليس من الدين الاسلامي ، فعن عبد الله بن جراد ، قال : قلت : يا رسول الله ، المؤمن يزني ؟ قال : قد يكون ذلك . قلت : يا رسول الله ، المؤمن يسرق ؟ قال : قد يكون ذلك . قال : قلت : يا رسول الله ، المؤمن يكذب ؟ قال : لا ، قال الله تعالى : إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ سورة النحل آية 105 . ..

الخلاصة : ان هناك بالفعل مجازر تدور دائرتها على المسلمين في بورما ولا حاجة للكذب في عرض صورها، فنحن ندمر مصداقية الصور عن الجرائم بحق المسلمين، بل يمكننا عرض القضية بتصاميم فنية او مواضيع حقيقية او تقارير اخبارية او غيرها .. لكن بدون كذب وافتراء وعرض صور هي حدثت في اماكن اخرى من العالم .. فلا تصدقوا كل ما ينشر وتساهموا في نشره .. بل انشروا الحقيقة .

بقلم:

مدير الشبكة
عماد الدين محسن 

تحقق من المصدر دائما
تحقق من المصدر دائما